
#قصص_قصيرة_2025 : الطفل الجديد .. المظلم
فينسنت أراد أن يكون لطيفًا مع الطفل الجديد لكن جون كان يخفي جانبًا آخر من شخصيته ، لم يكن مستعدًا لمواجهة أسراره المظلمة. لم يكن يدرك أن هذه العلاقة ستقوده إلى تجربة مرعبة داخل نفق مهجور، عندما يتحول الفضول إلى فخ داخل نفق غامض، يجد نفسه محاصرًا في لعبة خطيرة مع صديق فقد ثقته في الجميع وسرعان ما انكشفت شخصيته الحقيقي. هل سيتمكن من النجاة قبل فوات الأوان؟ هل كانت هذه الصداقة حقيقية أم مجرد وهم قاتل؟ بين الخيانة، الخوف، والرغبة في النجاة، هل سيتمكنون من الهروب، أم سيكون الظلام مصيرهم؟.
***
اقرا ايضاقصة قصيرة بعنوان : الجناح 8-B
اقرا ايضاقصة قصيرة بعنوان : الوجبة الأخيرة
اقرا ايضاقصة قصيرة بعنوان : هل ستظل تحبني ؟
اقرا ايضا#قصص_قصيرة_2025 : فتاة تتحدى الخطر
كان الطفل الجديد يقف هناك عند باب الفصل الدراسي للسيدة لويزا في الصف الخامس، كان يرتدي نظارة سميكة وبنطال جينز أحمر. من يرتدي بنطال جينز أحمر؟ انتبهت إلى النظرات التي تلقاها من الأطفال الآخرين، كان بإمكاني أن أرى أنهم حكموا عليه بأنه غريب الأطوار ومنبوذ، شعرت بالأسف على الطفل الجديد.
لقد أخبرتني أمي ذات مرة بقصة عن عندما كانت الطفلة الجديدة في المدرسة، عندما توفي والدها انتقلوا إلى منطقة جديدة من بلدتهم الصغيرة، لقد انتقلوا إلى هناك لأن عمتهم الكبرى كانت تعيش هناك، أخبرتني أمي كم كانت خائفة عندما دخلت تلك المدرسة الجديدة، كيف كانت بعض الفتيات متعجرفات، كيف سخروا من ملابسها ووصفوها بأنها "قروية"، ولكن بعد ذلك سارت فتاة تدعى فلورا بين الحشد وابتسمت لها وأمسكت بيدها، أنقذت فلورا أمي في ذلك اليوم، عندما أخبرتني أمي بهذه القصة، كانت تذرف الدموع دائمًا.
لذا عندما رأيت هذا الطفل الجديد يتعرض لتجاهل من الأطفال الآخرين فكرت في فلورا ، عرفت أنني يجب أن أكون مثل فلورا . توجهت إلى الطفل الجديد وقدمت نفسي له، قلت له: " أنا فينسنت ".
لقد ألقى علي نظرة مضحكة، نظرة استخفاف، وقال: " أنا جون ، وأنا مصور موهوب للغاية ".
قلت : " هذا رائع " .
عندما عدت إلى المنزل أخبرت أمي عن الطفل الجديد، أمي هي رئيسة الكشافة لدينا، قالت :
"لماذا لا تدعوه إلى اجتماع الكشافة القادم ؟ "
لقد فعلت ذلك، عندما ظهر جون في منزلي، أحضر معه كاميرا رائعة، لقد أرانا كيفية استخدامها، أخبرته أمي أنه في الكشافة لديهم شارة استحقاق للتصوير الفوتوغرافي فشعر بالإثارة، كان الأطفال في الكشافة أكثر ودية معه من الأطفال في المدرسة، لقد جعلني هذا أشعر بالسعادة، شعرت حينها وكأنني فلورا .
سألته : " هل تريد أن تذهب معنا لاستكشاف المنطقة يوم السبت ؟ " فأخبرته أن هناك كهفًا سريًا بالقرب من المدرسة الثانوية ويمكنه أن يأتي معنا إذا أراد.
قال جون : " سأحضر جهاز الكاميرا الخاص بي "،
في صباح يوم السبت، انضم إليّ جون وتوأم ديكسون ، اليكس و ليو ، خلف القاعة ، نزلنا إلى ضفة النهر حتى مصب الكهف، إنه ليس كهفًا حقًا، إنه عبارة عن مصرف إسمنتي لتصريف مياه الأمطار يؤدي إلى النهر، إذا لم تمطر كثيرًا يمكنك المشي بداخله لمسافة طويلة حيث يتدفق القليل من الماء في المنتصف، الجو هناك رائع ومخيف والأصوات تبدو مختلفة، ويكتب الأطفال أشياء باستخدام رذاذ الطلاء والطباشير على الجدران، أشياء مثل - " الدم في كل مكان ! " ولافتات تبدو وكأنها من صنع عبدة الشيطان.
التقط جون العديد من الصور بكاميرته المزودة بفلاش، وطلب منا أن نتظاهر بأننا محاصرون هناك وكنا خائفين للغاية، ثم التقط صورة لي ولاليكس ديكسون ، حيث كان اليكس يتصرف وكأنه يحاول خنقي، كما التقط جون صورًا لنا مع توجيه مصابيحنا اليدوية أسفل ذقوننا حتى نبدو وكأننا أشباح، لقد كان الأمر ممتعًا للغاية.
قال جون : "أنتم يا رفاق طيبون، لستم مثل الأطفال في ولايتي السابقة ".
لقد جعلني هذا أشعر بالسعادة وكأنني أساعد جون على الشعور بالترحيب وكأنني كنت أتصرف مثل فلورا الحقيقية، لقد شعرت بالسعادة لأنني كنت لطيفا مع الطفل الجديد، ولكن بعد بضعة أيام دفعني جون إلى زاوية في غرفة الغداء.
سأل : " لماذا لم يتم دعوتي؟ " .
فينسنت : " مدعو إلى ماذا ؟ "
جون : "إلى حفلة عيد ميلاد ليام !"
كان ليام ديكسون شقيق ليو واليكس البالغ من العمر ثماني سنوات، إنه أصغر منا بعامين ولم يكن أحد ليتوقع أبدًا أن تدعو والدة ليام الأطفال الكبار إلى حفلته، حتى شقيقيه، إلى حفل للأطفال الصغار، قلت : " لا أعرف جون ، ربما لأنها كانت حفلة مخصصة لطلاب الصف الثالث فقط ؟ "
قال جون : " لا تكذب علي! ، فقط أخبرني من الذي يقول أشياء سيئة عني! "
استطعت أن أرى أنه كان منزعجًا جدًا لذا بذلت قصارى جهدي لتهدئته :
" جون ، لا أعرف ما الذي تتحدث عنه "
تمتم : " نعم، هذا صحيح! ، الجميع يكذبون عليّ دائمًا! أنت فقط لا تريد أن تخبرني بالحقيقة! "
لم أعرف ماذا أقول غير ذلك : "جون ، أقسم! لا أعرف أي شيء ! "
سأل جون مرة أخرى : " من تحمي ؟ " ثم هدأ نوعًا ما وقال : " أعلم أن الأطفال يغارون مني لأنني مصور رائع لكنني حساس بعض الشيء بشأن هذا الأمر لأنني واجهت الكثير من المتاعب عندما كنت أعيش في مدينتي السابقة "
قلت : " أنا آسف ، لكنني أخبرك الحقيقة، لم أسمع أحدًا يقول شيئًا سيئًا عنك، لو فعلت فسأخبرك يا جون " ، تصافحنا.
في يوم السبت التالي ذهبت أنا وجون إلى الكهف مرة أخرى، هذه المرة ذهبنا إلى عمق أكبر، إلى المكان الذي تم فيه إغلاق النفق بشبكة وتحول باقي النفق إلى أنبوب كبير.
قلت : " هذا هو أقصى ما يمكننا أن نذهب إليه " .
قال جون وهو ينظر إلى السلسلة والقفل الموجودين على الشبكة : " انظروا إلى مدى صدأها، ربما نستطيع كسره ا"، وقد فعل ذلك بالفعل وذلك بركلها بحذائه.
كان هذا تخريبًا كما أخبرنا مدير المدرسة ناثانيال ، إن تدمير الممتلكات العامة جريمة، لقد شعرت بالتوتر الشديد لا ينبغي أن يتم ذلك.
همست : " جون ، لا ينبغي لك أن تفعل ذلك ! ، إنها ملكية عامة ! "
قال جون : " هل أنت جبان؟ " .
ماذا يمكنني أن أقول؟ فتح الشبكة وزحف إلى الداخل قليلاً، تبعته، في الجزء الأكثر نحافة، كان علينا أن نسير واحدًا تلو الآخر وعلى ركبنا، كان علينا أن نستخدم مصابيحنا اليدوية طوال الطريق، كتبنا أسماءنا على الجدران بالطباشير، كان الأمر ممتعًا وكأننا مستكشفو الكهوف.
كان جون يأتي باستمرار إلى الكشافة، كان يبدو سعيدًا جدًا وخاصة عندما تنشر والدته صوره في نشرة الكشافة لكن في المدرسة كان جون يبدو دائمًا غير سعيد، شعرت بالسوء لأنه كان يعتقد أن الأطفال لا يحبونه لكنني كنت أعلم أن هذا صحيح، كان مملًا نوعًا ما لأنه كان كل ما يفعله هو التباهي بأنه مصور رائع، كان الأمر وكأنني وعائلة ديكسون الوحيدين الذين يعرفون أنه يمكن أن يكون ممتعًا، كان علي أن أحاول جاهدًا أن أكون صديقه رغم أنني سئمت من رغبته الدائمة في معرفة الأطفال الذين يعارضونه ومن يتحدث عنه خلف ظهره.
كانت أفكار جون مجنونة للغاية! في بعض الأحيان كنت أرغب في الابتعاد عنه، كان يشك فيّ ويشتكي كثيرًا ولكن في أوقات أخرى كان جون على ما يرام، كان يحب أن يكون كشافًا وكان دائمًا لطيفًا للغاية مع والدتي.
قال ذات يوم في اجتماع مع أفراد الكشافة : " أنا آسف يا فينسنت ، لقد كنت أفكر في الأمر وكنت على حق، لم يكن ينبغي لي أن أكسر ذلك القفل في النفق، لذا اشتريت قفلًا جديدًا ".
لقد أراني قفلًا مركبًا للدراجة وأراني كيف كان لزامًا عليّ أن أدير الأرقام الموجودة عليه حتى يعمل، لقد وافقت أنا وأطفال ديكسون على الذهاب معه لتركيب القفل الجديد.
لقد حضرنا جميعًا إلى مدخل الكهف يوم السبت ولكن قبل أن ندخله أخبرنا جون أنه يتعين علينا جميعًا حفظ تركيبة الأرقام حتى نتمكن نحن فقط من استكشاف ما وراء الشبكة : " إنها التاسعة، الرابعة، الثامنة " .
قلنا جميعًا معًا : " تسعة، أربعة، ثمانية! " وذهبت أنا و اطفال ديكسون مع جون إلى النفق.
عندما وصلنا إلى الشبكة، قال جون : " مرحبًا يا رفاق، هل تريدون رؤية صورة سيدة عارية ؟ "
سأل اليكس : " سيدة عارية؟ أين ؟ ".
قال جون : " هناك في الأسفل حيث كتبنا أسماءنا " .
لقد أضاءنا جميعًا مصابيحنا اليدوية على الأنبوب الخرساني الدائري، لم نتمكن من رؤية أي شيء، لذا زحفنا جميعًا إلى الداخل، بعد فترة وجيزة، قال اليكس ، الذي كان في المقدمة : " أوه، لقد رأيته الآن ! "
قال ليو : " أنا أيضًا! " .
رأيته في ضوء مصباح ليو اليدوي، لم يكن الرسم جيدًا، بدأت أشعر بالاختناق، لذا بدأت أزحف للخلف للخروج من هناك.
سأل ليو : " كيف عرفت أن هناك صورة عارية هنا؟ " .
قال جون : " لقد رسمتها ، أنا أيضًا فنان جيد جدًا " .
بدا صوته بعيدًا، أدركت أن جون لم يتبعنا إلى أنبوب الصرف الضيق، اصطدمت قدمي بشيء ما أثناء رجوعي للخلف.
لقد كانت الشبكة، لقد قام جون بإغلاقها خلفنا.
فينسنت : " جون ! ما الأمر؟ هذا ليس مضحكًا! "
قال جون : " أنت على حق! إنه ليس أمرًا مضحكًا أن تتظاهروا بأنكم أصدقائي! ، أنت تعتقد أنك ذكي للغاية ولكنك لا تستطيع خداعي! أعلم أنكما أنتما من جعلاني لا أستطيع الذهاب إلى حفلة أخيك وأنتما تقولان أشياء عني حتى لا يرغب الأطفال الآخرون في اللعب معي "
فينسينت : " ما الذي تتحدث عنه يا جون ؟ نحن أصدقاؤك! " ، كان من الصعب أن أستدير في المساحة الصغيرة ولكنني نجحت في ذلك ، حاولت بكل جهدي فتح القفل بينما كان جون يراقبني وهو يبتسم لمحاولاتي الفاشلة، تسعة أربعة ثمانية، تسعة أربعة ثمانية .
قال جون : " آه ، ربما أخبرتك بالخطأ بتركيبة خاطئة "
كان اليكس وليو يزحفان خلفي، شعرنا وكأننا تلك الكلاب التي رأيناها في حظيرة الكلاب، حيث كانت أنوفنا تدفع بين القضبان.
صرخ ليو : " لماذا تفعل هذا؟ " .
صرخ جون : " لأنني أفضل عدم وجود أصدقاء على أن يكون لدي أصدقاء مزيفون "، استدار وبدأ في السير خارج النفق، كان بإمكاننا أن نرى الشكل الأسود لجسده يتقلص وهو يسير نحو الضوء ، ثم قال : " أتمنى ألا تغرقوا عندما تمطر! " صاح.
صرخ اليكس قائلاً: " أنت مجنون! "
صرخ جون : " نعم، هذا ما قاله كل الأطفال الآخرين! هذا ما قاله ذلك الطبيب ايضا ! هذا ما قالته شرطة منطقتي السابقة عندما أخبروا والدي أنه يتعين علينا مغادرة المدينة ! " .